Thursday, 27 September 2012

تاريخ تطور الطرق في العالم



تاريخ تطور الطرق في العالم




ظهرت أول الطرق المرصوفه في بلاد الهند في اعقاب اختراع العجله حوالي3500 ق.م وفي مصر القديمه توجد علامات واعتقاد قوي بان فتره بناء الاهرامات ما بين 2000 و 3000 ق.م . وقد شهدت بناء للطرق المرصوفه التي استخدمت في نقل الاحجار الضخمة من المحاجر الى مواقع الانشاء . كما تشير الحفريات الاثريه الى وجود طريق مرصوف بالحجار في جزيره كريت يعود الى ما قبل عام 1500 ق . م وتنقل المصادر التاريخيه ان طريقا مهما قد تم بناءه. بين بابل ومصر بعد عام 539ق.م

وفي حين كان قدماء المصريون يرصفون طرقهم بالقطع الحجريه . كما استخدم البابليون والاشوريون مداميك من الطوب المحروق في رصف الطرق حول المعابد وداخل شوارع المدن . كما استخدموا ايضا خلطه مكونه من الاسفلت والطين كماده رابطه في عمليات الرصف

ومن الحضارات القديمه التي اهتمت بانشاء الطرق الحضارتين الفارسيه والرومانيه . حيث شيد الفرس في عام 500 ق.م طريقا بلغ طوله 2500 كم . وقد بلغ الرومان شأنا في انشاء الطرق لم يبلغه احد من قبل حيث يقدر طول الشبكه التي شيدت من مختلف انحاء الامبراطوريه الرومانيه بحوالي 90000كم من الطرق المرصوفه بطبقات متعدده من الركام وكسر الحجاره والكتل الحجريه , وقد تميزت الطرق الرومانيه بعده خصائص كانت نتيجه للفلسفه الاساسيه من وراء انشاء تلك الطرق وهي توفير سرعه انتقال والديمومه حيث كانت تلك الطرق منشأه اصلا لنقل الجيوش والمعدات الحرب لغرض السيطره الامنيه على مختلف ارجاء الامبراطوريه , لذلك كانت الطرق مستقيمه لتحقيق السرعه المطلوبه اخذا في الاعتبار ان المركبات المستعمله في ذالك الوقت لم تكن مزوده باليه الدوران , كما ان الرصف كان سميكا جدا يزيد عن 1 متر بالرغم من قله عدد المركبات وانخفاض احمال العجلات في ذلك الوقت ومن مضاهر التطور ايضا في عهد الرومان انشاء الجسور التي كانت على هيئه عقود حجريه ما زالت الى الان في بعض المناطق جنوب اوربا .

ولم تشهد اساليب انشاء الطرق أي تطورات مهمه حتى النصف الثاني من القرن الثامن عشر والذي يعتبر بدايه نهضه الطرق حيث بداء التفكير في انشاء طرق لها قدره عاليه مع الاقتصاد في استخدام كميات الصخور اللازمه لانشاء طبقات الرصف . جاء التطور في هذا الشأن على يد الفرنسي تراساجيت عام 1771م والذي قام بانشاء مجموعه من الطرق داخل فرنسا بسمك لا يتجاوز 30 سم ويتكون القطاع من طبقه اساس من الاحجار المرتبه على هيئه اهرمات تعلوها طبقات اخرى من كسر الحجاره باحجام اصغر كما روعي عمل ميول عرضيه لسطح الطريق لتصريف مياه الامطار .

وفي برطانيا شهدت نفس الفتره تطور مماثل في انشاء الرصف على هيئه طبقات والاهتمام بتصريف المياه على سطح الطريق . وقد برز اثنين من الرواد في هذا المجال جون ماكدام و توماس تلفورد وقد نشر جون ماكدام طريقه منهجيه لرصف الطرق عام 1827م عرفت باسم (macadam) ويمكن اعتبار طريقه ماكدام هي البدايه الفعليه لهندسه الطرق الحديثه . وبالرغم من انها جاءت تطويرا لاساليب أنشاء طبقات الرصف الموجوده انذاك الا انها قد حددت عدد من الشروط والمواصفات والمهمه التي استهدفت العنايه بتربه الاساس واختيار طبقات الرصف لضمان التوزيع التدريجي للاحمال وضروره تصريف مياه الامطار وعمل الميول الجانبيه.وقد تم انشاء طريق في انكلترا عام 1827م باستخدام طريقه ماكدام ويتكون من طبقه اساس بسمك 20 سم من الاحجار منتظمه الحجم (7.5سم) تدمك بعد وضعها على تربه اساس مدموكه ومجهزه بميول عرضيه مناسبه تعلو هذه الطبقه طبقه سطحيه بسمك 5 سم من ركام ذو حجم اصغر (2.5 سم)

وشهدت السنوات الاخيره اللاحقه ادخال تطويرات مهمه على طريقه ماكدام استهدفت تحسن التماسك بين حبيبات الركام والحد من تطاير الغبار وكذلك مواجهه الاحمال المتزايده لاوزان العربات التي تستخدم الطريق فضهر بما يعرف بالمالكدام المائي والماكدام البيتوميني , ويمثل النوع الاول (ماكدام المائي ) في رش الماء على طبقه سطح الركام التي يتم دمكها حيث يسهل الماء عمليه الدمك ويكون عجينة لينة من المواد الناعمة الناتجة عن تفتيت حبيبات الركام بسبب عملية الدمك وتعمل هذه العجينة على تماسك حبيبات الركام وتزيد من قوه ثبات طبقه الرصف .

في الماكدام البيتوميني يتم رش البيتومين السائل على سطح الطريق بحيث يسهل عمليه الدك ويقوم بدور الماده الرابطه لتوفير الالتصاق اللازم لحبيبات الركام وبذلك يمكن من الحصول على قياده افضل واكثر تماسك وديمومه مع التخلص من مشكله تطاير الغبار على سطح الطريق بسب مرور العجلات .

ومع ان النهضه الاقتصاديه الشامله في بدايه القرن العشرين وتطور صناعه المركبات كان لها دور في تطوير انشاء الطرق من الناحيتين العلميه والعملية الا ان الحربين العالميتين الاولى (1914-1918) والثانيه (1939-1945) كان لهما الدور الاكبر في تطوير صناعه الطرق لما تطلبته من حركه نقل كبيره للجيوش والمعدات وايضا ضهور الحاجه الملحه لانشاء اعداد كبيرة من مهابط للطائرات .

كما ان هندسه الطرق استفادت بدورها من التقدم الشامل الذي شهدته العلوم والتقنيات الاخرى حيث تستخدم طرق تصميم الرصف الحديثه اخر ما توصلت اليه علوم المواد ونظريه تحليل الانشاءات ونظريه المرونه وتقدم صناعه المواد البيتومينيه ........الخ

وقد ضهرت عام 1933 م اول مواصفات خاصه باعمال الطرق في برطانيا وكانت عباره عن كراستي ملاحظات الاولى بعنوان غطاء الاسفلت المفرد (Single Caot) والثانيه بعنوان الغطاء الاسفلت الزدوج (Two Caot ) وتحتويان على وصف طريقتين للرصف باستعمال الاسفلت (asphalt n 510) و (asphalt n 511 ) البارد واعقبتها في عام 1935 م مواصفات خاصه بالرصف الساخن وهي (594 BS/) وتوضح كيفيه خلط الركام مع البيتومين

وشهدت فتره ما بعد الحرب العالميه الثانيه تقدما كبيرا في مجال هندسه الطرق وبشكل عام وفيما يخص تصميم الرصف والخلطات البتومينيه بشكل خاص حيث ظهرت انواع متعدده من الرصف البيوتيني مثل خلطات الاسفلت الملفوف الساخن والخرسانه الاسفلتيه بانواعها المختلفه مثل الخلطه الخرسانيه الكثيفه التدرج وذات التدرج المفتوح والاسفلت المسامي ..... الخ كما ظهرت عده طرق لتصميم الخلطات الاسفلتيه من اشهرها طريقه مارشال وطريقه هبرفليد والسوبر بيف وغيرها.





المهندس الاستشاري

فارس عبد الرزاق المهداوي

No comments:

Post a Comment